وجد علماء الفلك شواهد على أن واحدة من الثوابت الأساسية الطبيعية، وهي نسبة كتلة البروتون إلى كتلة الإلكترون، يمكن أن تكون قد تغيَّرت قليلاً خلال الاثـنـَيْ عشر ملياراً الأخيرة من السنين. ولهذا، فمن الطبيعي أن تُصبح الثوابت الأخرى موضع تساؤل. وإذا تأكـَّدت الاكتشافات، فإنه سينبغي على الفيزيائيين أن يعيدوا النظر جذرياً بكثير من النظريات المتعارف عليها. وسيكون لكل ذلك أثره الحاسم في دعم نظرية الأوتار الفائقة، التي تفترض وجود أبعاد مكانية إضافية ملتفة على نفسها في كوننا.
وتنبغي الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى، التي يُعرِّض فيها العلماء مفاهيم الثوابت الفيزيائية الكونية العامة للشك، وإمكان تغيُّر قيمها مع مرور الزمن في سياق تطور كوننا. فهُمْ كثيراً ما ساورتهم الشكوك بشأن الثابت (ألفا) (?) المسؤول عن التأثير المتبادل بين الضوء والإلكترونات (يحدد هذا الثابت قيمة الانقسام الدقيق للمستوى الطاقي في الذرة إلى مجموعة من المستويات الجزئية، وهو انقسام ناجم عن تأثير علاقة الكتلة النسبية بالسرعة على طاقة الإلكترون في الذرة).
وقد أكـَّد بعض الفيزيائيين أنهم تمكنوا من تسجيل تغيرات ألفا، في الوقت الذي بيَّن فيه آخرون أنه لا يمكن تسجيل مثل هذه التغيرات عملياً في إطار دقة القياسات التي تُعطيها الاختبارات المعاصرة.
وتُعَد نسبة كتلة البروتون إلى كتلة الإلكترون واحدة من أغرب الثوابت، إذ لا يوجد أي تعليل لواقعة أن كتلة البروتون أكبر من كتلة الإلكترون بـ1836.15267261 مرة. وهذا الثابت مسؤول عن عمل القوى النووية، أي التأثيرات المتبادلة القوية التي تربط البروتونات والنيترونات معاً في نويات الذرات. وهو مسؤول كذلك عن العلاقة بين الكواركات، وهي أصغر وحدات المادة، التي تتكوَّن منها الجزيئات الأولية الكبيرة، أي البروتونات والنيترونات.
المصدر:جريدة النور السورية