وأصبحت حنين تعمل معه صباحا في المستشفى وليلا في العيادة. وبعد مرور شهر ونصف على زواجها اكتشفت أنها حامل، وطلب منها أمير أن تستريح لأنها ضعيفة جسمانيا، وبالفعل ارتاحت حنين كما طلب منها أمير. منذ انتهاء شهر العسل انشغل أمير عنها بالمستشفى والعيادة واعتقدت أنها لا تخطر على باله – وهو ما أراحها نفسيا. أما أمير كان يشعر بحبها له وخوفها عليه ومنه فهي تحبه ولكن تتحول عندما يطلب منها حقه كزوج، فهي لا ترفض بل تسلم ولكن يشعر أنه يأخذها دون رغبة منها، وعندما وجدها تفرح بعدم القرب منها قرر أن يؤجل ذلك ظنا منه أنه تسرع في يوم الزفاف وأن ذلك قد يكون سبب خوفها منه كما أخبره الطبيب النفسي، وقرر أن يحاول قدر الإمكان ألا يلمسها وأن ينام في غرفة أخرى غير غرفتها.
وتذكرت حنين أيضا كلمات أمير لها بعد علمه بحملها وتعبها
أمير: حبيبتي أنا عارف انك بتتضايقي لما ألمسك رغم سكوتك وعدم شكوتك، حاسس بيكي أنا مش حيوان عايز جسمك أنا بحبك وحاسس إني جرحتك يوم جوازنا واتسرعت شوية مش ناوية تسامحيني
حنين: ابدا يا أمير انت ما عملتش حاجة أنا بس اللي كنت خايفة زيادة
أمير: ولسه خايفة مني لغاية النهاردة
حنين: أنا ؟!
أمير: أيوة يا حبيبتي انتي، بحس بيكي ورعشة الخوف لو جيت جنبك صدفة أو وانتي بتركبي العربية معايا، ورعشتك لما أحب أقضي وقت معاكي.
حنين يعصبية: انت بتقولي كده ليه؟
أمير: عشان اقولك نامي في أوضتك براحتك أنا ح أنام في اوضة الضيوف وصدقيني مش ح اجي ناحيتك الا اذا انتي اللي طلبتي مني دا، أنا بحبك وبخاف عليكي ولو عايزة نروح للدكتور النفسي تاني نروح
حنين بعصبية زائدة وبكاء: أنت شايفني مجنونة ولا ايه
أمير: انا اسف يا حنين ما قصدتش اضايقك، انا بس عايز افهمك ان قراري انام في اوضة تانية وما اطالبكيش بأي حقوق زوجية مش عشان بكرهك او خلاص مش بحبك، عايز اقولك انا قررت دا عشان بحبك، وبرضه اقترحت الدكتور عشان بحبك
وحاول أمير أن يحضنها ليطمئنها ويخفف من حدة بكائها ولكن رعشتها وخوفها منه جعله يتركها ويذهب الى غرفة المكتب ليكمل رسالة الماجستير الخاصة به.
وشعرت حنين بسعادة واطمئنان وحنين لأيام الماضي التي كانت تشعر فيها بالسعادة مع والدها ووالدتها؛ ولكنها تخاف من الموضوع ليس بإرادتها هذا الخوف؛ فهي لا تدري له سببا رغم أنها أحبته لم تقدر أن تقول له حبيبي ولكنها تحبه، اندهشت من هذه الحقيقة، ولم يقربها أمير طوال فترة حملها كما وعدها وهي لم تطلبه وكان ذلك يضايق أمير لأنه شعر أنه غير مهم في حياتها وأنها تخبئ شيئا ما.
أما عزت فكان في البداية يحاول تجنبها خوفا من فضحه بعد محاولته التحرش بها، وكذلك كانت تفعل حنين عندما تذهب لهم لزيارة أمها وأخوها، ثم قللت الزيارة لوالدتها بسبب انشغالها بالعمل وجاء حملها وقرار الراحة. وأصبحت نادية هي من تأتي لتكون مع حنين في الفترة الأولى من الحمل.
وفي الشهر السابع من حملها شعرت بآلام غير محتملة، وكان الوقت متأخر، نادت على أمير بصوت عال يملأه الألم وجاءها مسرعا وانزعج مما رأى، فهي لم تحتاج أن تتكلم منظرها النزيف كافي، وطلب منها النوم على ظهرها واتصل بوالده ليرسل له سيارة اسعاف المستشفى مجهزة لحالة وضع حرجة ونزيف، وحملها وذهبت إلى المستشفى وتمت الولادة أنجبت توأم فاروق وعمر كم فرحت بأولادها، وكم كرهتهم لأنهم ذكور كانت كلما نظرت إليهم تذكرت الحادث المؤلم، وتذكرت أن كل ذكر هو سبب في مأساتها. ولكنها تحاملت وطلبت من أمير احضار مربية تراعي الأطفال لأنها تريد أن تعود للعمل، وبالفعل خلال الثلاث شهور الأولى من الولادة جاءت المربية واعتنت بالصغار وعادت حنين لعملها مرة أخرى وشعر أمير باشتياقه لزوجته ولكنه كتم مشاعره وصبر ليفي بوعده لها ومرت الأيام، وطلبته حنين ليس لأنها تريد ذلك ولكنها خافت أن يتركها؛ فهي تشعر معه بالأمان فهو لا يتركها ويحبها كما تحبه، ولكن كثرة البعد ستجعله يكرهها فالحل هو أن تطلبه وأن يعود لفراشه مرة أخرى.
حنين: أمير هو أنا ما وحشتكش خالص، أنت عارف بقالك أد ايه ما دخلتش أوضنا ولا حتى حضنتني؟
أمير: أنا وعدتك يا حنين وما كانش ينفع أخلف وعدي ليكي، وبصراحة افتكرت انك ما صدقتي تخلصي مني. مش قادر اصدق انك ما اتكلمتيش رغم اننا داخلين على سنة ما لمستكيش وانتي عادي مش فارقة معاكي
حنين: أنت بتلومني عشان كلمتك؟
أمير: انا بس مستغرب يا حنين، ولو دا مش بإرادتك ولا كأني سمعت حاجة وعادي مش ح أزعل
حنين: انت كنت ضربتني على ايدي يعني ولا كنت لمحت لحاجة وانا مغصوبة. أمير أنا غصب عني مش عارفة ايه اللي بيحصل لي بخاف وبترعب. انا اسفة لو كنت ضايقتك
أمير يحتضنها بحب: أنا اللي آسف لو كلامي ضايقك أو عملت أي حاجة تخوفك مني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]